أخبار عاجلة

نتنياهو يسعى بيديه ورجليه للحرب الواسعة.. وحكمة المقاومة تمنع عليه تحقيق هذا الحلم “حزب الله” ما زال يرى وجود متسع من الوقت لإخراج الصواريخ الدقيقة من باطن الأرض

عودة المستوطنين الى الشمال وعد “ابليس بالجنة” ما لم تقف الحرب على غزة

كتب حسين زلغوط في جريدة اللواء

لولا حكمة قيادة المقاومة لكانت المنطقة في هذه الساعة في آتون حرب اقليمية قاسية، حيث ان ما قامت به اسرائيل في غضون خمسة أيام من اغتيالات لقادة في “حزب الله” وقصف وحشي أدى الى إ زهاق ارواح المئات من المدنيين الأبرياء، يشكل عاملا كافيا لاندلاع الحرب الواسعة التي يسعى بنيامين نتنياهو اليها بيديه ورجليه لغاية في نفسه تتعلق بوضعه الداخلي، غير ان هذه الرغبة لدى رئيس حكومة العدو لن يسمح حزب الله له في تحقيقها، من منطلق ان الحزب منذ اليوم الثاني لعملية “طوفان الاقصى” اعلن ان مواجهات الجنوب محصورة باسناد غزة، وانه لا يرغب بالحرب وان كان مستعداً لخوضها اذا فرضت عليه.
صحيح ان التصاعد التدريجي للمواجهات يشرع الأبواب على كل الاحتمالات ، غير ان هذه المواجهات على رغم حدتها وقساوتها ما تزال مضبوطة ، بمعنى انها لم تصل بعد الى انفلات الأمور من عقالها ووقوع الحرب الكبرى، وذلك بفعل رفض الكثير من الدول حصول هذه الحربمن جهة،وضبط “حزب الله” حتى الساعة اعصابه للحؤول دون وقوعها وذلك من منطلق الحرص على الوضع الداخلي ومنع الحكومة الاسرائيلية من تحقيق اهدافها على حساب اللبنانيين.
وقد يسأل سائل ماذا ينتظر “حزب الله” لاخراج ما يملك في باطن الأرض من صواريخ ذكية، او بلاستية وغيرها ويضرب العمق الاسرائيلي ردا على الجرائم التي يقوم بها جيش العدو على مساحة لبنان. ضاهريا هذا السؤال مبرر، غير ان باطن الأمور يخالف ذلك، كون ان الحزب وكما في محطات كثيرة لا يعمل على قاعدة رد الفعل السريع، بل انه دائما يقيس الأمور بميزان الذهب ليكون الرد مدروسا ويوصل الى النتيجة المتوخاة، فالحزب قادر في اي وقت استخدام ما يملك من سلاح تدميري ، لكنه ينتظر حتما الفرصة المناسبة لتوجيه الضربات القاسية في عمق اسرائيل، وعندما يحصل ذلك تكون المعطيات العسكرية التي يملكها تفرض هذا الأمر.
هل بتنا قريبين من الحرب الواسعة؟ حتى الساعة ما يزال ذلك غير وارد في وقت قريب، لكنه غير مستبعد على الرغم من التوجه الدولي على رفض ذلك والانحياز الى الحل الدبلوماسي، من منطلق ان نتنياهو المفصول عن حقيقة الواقع قد يرتكب خطأ ما يؤدي الى ذهب الحزب الى خيار الحرب الواسعة التي لن تقف على جبهة لبنان وحسب بل سيدخل فيها محور المقاومة من اليمن الى العراق وقد تكون سوريا من ضمنه بالمباشر هذه المرة.
تعتقد القيادة العسكرية أن التصعيد الحاصل وتوسعته سيؤدي الى إضعاف قدرات “حزب الله” العسكريّة وعلى مستوى القيادة والقاعدة والتواصل بينهما، والضغط عليه بشتى الوسائل لوقف جبهة الجنوب وفصلها عن إسناد جبهة غزة، تمهيدًا لعودة المستوطنين إلى المستعمرات الشمالية بعد النزوح منها عقب عملية “طوفان الأقصى” يوإعلان الحزب جبهة الجنوب كإسناد، غير ان الحزب الذي سرعان ما تجاوز الضربات القوية التي تلقاه في غضون اسبوع واحد، لم يفقد زمام المبادرة واصبح اكثر تشبثا باهدافه من وراء هذه الحرب، وهو ما يذكرنا بالاسبوع الاول من حرب تموز حيث خرج اولمرت آنذاك ليعلن النصر بعد توجيه الضربات للقوة الصاروخية للحزب، وما هي الا ساعات حتى انطلقت الصواريخ باتجاه اسرائيل معلنة ان المقاومة ما تزال بألف خير، وهكذا استمرت الحرب الى حين وقعت تل ابيب مرغمة على القرار 1701.
انطلاقا من هذا المشهد فان التصعيد الأخير لا يعني عمليًا الانتقال إلى مرحلة الحرب الواسعة، من دون اغفال اننا اصبحنا في مرحلة جديدة من المواجهة ، حيث ان قواعد الاشتباك المعمول بها سابقًا انتهت واصبح هناك قواعد جديدة لم تتضح معالمها حتى الآن. فإسرائيل تريد الحرب ولكن تخشاها، بينما الحزب لا يريدها ولكنه لا يخشاها،فالمواجهة بين الطرفين باتت مفتوحة على كافة السيناريوهات. فبينما تضع إسرائيل معادلة انسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني لإعادة نازحي الشمال إلى مساكنهم بأمان، يتمسك حزب الله بمعادلة عدم عودة سكان شمال إسرائيل قبل وقف العمليات العسكرية في غزة، اي معادلة ستتقدم على الأخرى لننتظر ما يحمله قابل الأيام لنرى.

عن mediasolutionslb

شاهد أيضاً

التحرير والحماية والسيادة تحت سقف الاملاءات ؟
مشروع عاجز وفاشل وارتهاني …!!!!

*كتب علي يوسف منذ اعادة تكوين السلطة بدءا بانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة بدأ اطلاق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.