كتب حسين زلغوط, في موقع “رأي سياسي”:
ثمة أخبار وصلت أمس من خلف البحار أوحت بأن تقدما ما حصل في شأن وقف الحرب في لبنان، وأن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ضخ بعض المعلومات التي يملكها وهي ايضا حملت إشارات إيجابية عززها بكشفه عن اتصال أجراه بالموفد الأميركي إلى المنطقة آموس هوكشتاين الذي أبلغه أنه في الطريق إلى تل أبيب بعد أن تبلغ من بنيامين نتنياهو استعداده لخوض مفاوضات بشأن وقف النار في لبنان وإنهاء الحرب منطلقها القرار الأممي رقم 1701 من دون الدخول في التفاصيل، علما أن حجم العدوان الإسرائيلي الذي طال مناطق واسعة في الجنوب والبقاع لا يوحي على الإطلاق بوجود رغبة لدى إسرائيل بالخضوع إلى لغة التفاوض للتوصل إلى اتفاق ينهي هذه الحرب التي باتت عبثية على حد قول مسؤولين في الخارجية الأميركية.
واذا كان من المقرر أن يجري هوكشتاين اليوم جولة من المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي فإن ذلك لا يعني أن مهمته ستكون سهلة حيث ان نتنياهو يغني على ليلاه في ما خص القرار 1701، بمعنى أنه يريد أن يسقط بعض التعديلات عليه بما يتوافق مع مصلحته وهو ما يعتبره لبنان نسفا للقرار يستحيل القبول به ، وقد أبلغ الرئيس نبيه بري هذا الأمر إلى هوكشتاين وكل من بحث معه ذلك بشكل حاسم وجازم ولو كلف ذلك استمرار الحرب.
وافادت مصادر وزارية موقع “رأي سياسي” أن لبنان ينتظر ما سيحققه الموفد الأميركي في اسرائيل ، فإن هو قرر المجيء إلى لبنان فإن ذلك يعني أنه آت وفي جعبته أفكار متقدمة قابلة للأخذ والرد من قبل لبنان الذي لن يقبل لا فوق الطاولة ولا تحتها أي مس بالقرار الذي أنهى حرب تموز، وهو أي لبنان ، متمسك بتنفيذ جميع مندرجاته، فإذا قبلت إسرائيل وامتنعت عن المطالبة بتعديله كان به، واذا لا فليس أمامنا سوى المواجهة.
وحول ما يقال عن إمكانية وقف النار قبل الثلاثاء المقبل موعد حصول الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية يقول المصدر، أن هذا الموضوع يتوقف على قدرة إدارة جو بايدن على ممارسة الضغط الجدي على إسرائيل بدلا من ممارسة سياسة التراخي التي ما تزال تعتمدها بالنسبة للحرب على غزة وكذلك لبنان، فاليومين المقبلين كافيين لمعرفة ما إذا كانت واشنطن جادة بالضغط لوقف الحرب، أم أن كل ما يحصل يأتي في إطار التوظيف السياسي للمعركة الإنتخابية، مع الميل هنا إلى إمكانية أن تغير واشنطن بعض الشيء من سلوكها مع نتنياهو بعد إدراكها أن الحرب على لبنان وعلى الرغم مما قامت به إسرائيل من قتل وتدمير لن تحقق أهدافها على الإطلاق، وأن هذه الحرب ربما تتحول الى حرب استنزاف تدخل معها المنطقة في آتون الفوضى العارمة.
ويرى المصدر أنه ما دام هناك شياطين كثيرة تعبث في تفاصيل العملية التفاوضية لا يمكننا القول أن وقف الحرب بات في قبضة اليد، إلا في حالة واحدة وهي إنقلاب الصورة في الميدان على غرار ما حصل في حرب تموز حيث انقلب المشهد العسكري رأسا على عقب بين ليلة وضحاها مما جعل تل أبيب تلهث وراء وقف الحرب يومها بعد أن كانت متصلبة في الرأي إزاء بعض بنود القرار الذي نسجته واشنطن ودول أوروبية وقبله لبنان.
من هنا يرى المصدر أننا أمام خمسة أيام حاسمة فإما تجنح خلالهم تل ابيب الى القبول بوقف الحرب وفق مندرجات القرار 1701، من دون زيادة أو نقصان، وإما سنكون أمام جولة شديدة التعقيد من الحرب لن يكون لها أي أفق ومتفلتة من كل الضوابط.