مبادرة بري حول المستشفى الميداني :درس تطبيقي جديد في الوطنية

كتب حسين حاموش:
في الوقت الذي يتوسع فيه إنتشار الجرثومة القاتلة على كامل مساحة الوطن.

وفي الوقت الذي باتت المستشفيات الحكومية وعدد قليل من المستشفيات الخاصة عاجزة عن استقبال المزيد من المصابين الذين يتصاعد عددهم بالمئات من ساعة إلى ساعة حيث تم اللجوء إلى استخدام مرآب السيارات أو تحويل الكافيتريا وأماكن الاستقبال إلى أقسام لمعالجة المصابين “بالكورونا”.
وفي الوقت الذي تمنعت فيه أكثرية المستشفيات الخاصة في جميع المناطق دون استثناء عن استقبال ولو حالة واحدة وذلك كوسيلة لابتزاز الحكومة ودفعها إلى تسديد المستحقات المالية المترتبة (للمستشفيات) بذمة الدولة، إضافة إلى ذرائع غير مقنعة أقل ما يقال فيها أنها لا إنسانية وبعيدة كل البعد عن التكافل والتضامن الوطني والاجتماعي.
وبالخصوص المذكور يتناقل الناس عن وقائع تمنع المستشفيات المذكورة بذرائع معيبة، ومؤلمة لا سيما في مستشفيات العاصمة، نذكر منها:

  • ” ما فيه محلات نحن مستشفى كلاس”!؟ – ” لا علاقة تعاقدية بيننا وبين وزارة الصحة والمؤسسات الرسمية والخاصة الضامنة”!؟
  • – “شركات التأمين ما عم تدفع ع الوعد يا كمون”!؟ – ما عاد عنا لا أماكن ولا أجهزة تنفس”!؟
  • رئيس الهيئة الوطنية الصحية النائب السابق الدكتور إسماعيل سكرية أبلغ الأخبار”:
    “إن مستشفيات كبرى ترفض استقبال أي مريض كورونا إلا إذا دفع مبالغ مغرية كما حصل مع مستشفى مخصص للأغنياء والميسورين”.!
    أمام هذه الوضع المفجع المؤلم بادر الرئيس نبيه بري كعادته بتحويل المستشفى الميداني (بكامل أسرته وأجهزته وتجهيزاته ) الذي قدمته دولة قطر إلى مدينة صور- دون قيد أو شرط- إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي- أو إلى المدينة الرياضية- بإدارة جامعة البلمند- من خلال جهاز طبي كامل متكامل
    وذلك بالاتفاق مع رئاسة الجامعة المذكورة. الرئيس بري حول المستشفى الميداني إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي لأنها:
  • مؤسسة حكومية عامة. – توفر الجهوزية المطلوبة. – تعاني من أزمة توفر الأجهزة والأسرة المطلوبة.
    وفي حال عدم قدرة المستشفى المذكور “رفيق الحريري الجامعي”- على تأمين المكان المطلوب لاستيعاب المستشفى الميداني المذكور، طلب الرئيس بري تحويل المستشفى- الميداني- إلى المدينة الرياضية بإشراف وبإدارة جامعة البلمند كما ذكر أعلاه.
    لم يكن مستغربا أن يبادر الرئيس بري السباق على جميع الأصعدة الوطنية… ً
    المبادرة وطنية بامتياز لا هدف لها سوى المساهمة الفعلية بالتصدي للجرثومة الخبيثة ووقف تمددها وانتشارها ومن ثم استئصالها وتوفير جميع المستلزمات الطبية من الفها إلى يائها في سبيل إنقاذ النسبة الكبيرة من المصابين…
    المبادة وطنية بامتياز، وإنسانية بامتياز لا تشوبها أي مصلحة شخصية أو حزبية أو فئوية أو طائفية أو مذهبية، أو انتخابية…
    لم ولن يرد في بال وفي تفكير وفي نهج الرئيس نبيه بري لا أمس، ولا اليوم، ولا غًدا “سوى إنقاذ المواطنين جميع المواطنين واستئصال جائحة الكورونا- السلالة السابقة والحديثة لأنه يؤمن بأن لا وطن بدون مواطن ولا مواطن بدون وطن وبالتالي لا وطن بدون دولة ومؤسسات.
    مبادرة الرئيس نبيه بري لا تقاس بكمها ونوعها بل بجوهر أهدافها بعنوان:
    “في هذه المرحلة يحتاج اللبنانيون إلى التعاضد والتكافل والتكامل والتضامن الوطني… نحن في مرحلة لا مكان فيها للشعبوية ولا للتفرقة… ولا للحسابات الضيقة على جميع الأصعدة…
    واللبيب من الإشارة يفهم.. لبيب يفهم ويبادر؟!
    مبادرة الرئيس بري: درس تطبيقي جديد في الوطنية.

عن mediasolutionslb

شاهد أيضاً

يوم توعوي حول سرطان الجلد في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية – مستشفى سان جون

نظم المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية – مستشفى سان جون يوما طبيا مميزا للتوعية حول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.