بقلم: المحامي عمر زين*
في اللقاء الرابع الذي عقد مؤخراً في جمعية المقاصد الإسلامية في بيروت، لنا مع كل شخصية ممن حضر اللقاء العلاقة الطيبة، وحب بيروت كل بطريقته، غير أن المتابع لهذه اللقاءات التي بدأت خجولة عددياً وتوسعت لاحقاً يسجل بأن الكلام المتداول هو كله من ذهب، إلاّ إن العمل بما قيل وبما لم يقال في هذا اللقاء، بحاجة لوضع خطة تنفيذية تشمل كل ما يساعد لنهوض بيروت، وهذا الأمر يتطلب تكوين فرق عمل من الحضور ومن خارج اللقاء، بعيداً عن النهوض الشخصي والإعلامي والتمييزي والانتخابي…. لنصل الى كل محبي بيروت من أبنائها والمقيمين فيها، بل من كل لبنان ومغتربيه، وعلى أن يكون بيد هذه الفرق التي يقتضي أن تشكّل الملفات الجاهزة للتنفيذ، وكلفة كل مشروع منها، وذلك وفق ما ورد في البيان الإعلامي للقاء، وشكراً لأصحاب هذا الاقتراح العملي.
من كل ذلك نرى أن نبدي بعض الملاحظات الضرورية حول اللقاء الرابع لنصل الى النهوض المنشود وبالسرعة اللازمة:
أولاً: شكراً لصاحب المبادرة الأستاذ صلاح سلام خاصة وان محبته لبيروت وللبنان كانت المحرك الأساس لدعوة النهوض بعد النسيان، والإهمال الطويل جداً من العامة بحق بيروت، ومع التأكيد دائماً على دور مجلس بلدية بيروت بالخصوص، وضرورة تحويله الى خلية عمل، لكن مع إشراك أكبر عدد ممكن من رجال الأعمال من رأس بيروت حتى الرميل وبدون استثناء أحد.
ثانياً: الى جانب الحس بالمسؤولية تجاه بيروت عند من حضر اللقاءات الأربعة، نعتقد جازمين إن المقالات التي بدأنا بنشرها في جريدة اللواء منذ 15/4/2024 عن بلدية بيروت كانت بأعلى مستوى من الإيجابية المطلوبة لتحسين خدمات البلدية، فكان لها تحريك المياه الراكدة لما فيه مصلحة مدينة بيروت وأبنائها، وقد كانت هذه المقالات بالعناوين التالية: “احمد طبارة ظاهرة في العمل البلدي من الواجب الاقتداء بها” – “كيف نريد بيروت” – “عدم تفعيل اختصاصات المجالس البلدية في لبنان تعطيل للإدارة المحلية” – لا بد من مشاريع تنفيذ في بيروت لتستحقوا أن تكونوا بيروتيين” – “حديقة الشهيد المفتي الشيخ حسن خالد يجب أن تنجز سريعاً” – “الكل تحت المساءلة والمحاسبة” – “عقارات بلدية بيروت بدون استثمار عادي ومعنوي” – “بيروت لن تنسى المبادرين العاملين لتعود بلدية بيروت الممتازة” – “قيام بلدية بيروت بمهامها القانونية ضرورة وطنية” – “بلدية بيروت دائماً هي الأساس في تطوير وتنمية العاصمة”.
إن هذه المقالات أضاءت على كثير من المسائل البلدية المطلوب السرعة في إنجازها الى جانب مشاريع أخرى وردت في اللقاء الرابع التي نأمل أن تأخذ كلها وسواها أيضاً الطريق للتنفيذ بالتعاون مع مجلس بلدية بيروت وليس للحلول مكانه ومصادرة صلاحياته أو الوصاية عليه.
ثالثاً: كي لا تذهب الأماني هباء منثوراً، على الجميع أن يتحولوا الى خلايا عمل كل بحسب اختصاصه وإمكانياته وذلك لوضع الدراسات تصميماً وكلفة، والى وضع خريطة الأولويات للتنفيذ بدون أي تحيز لمنطقة دون الأخرى.
من اجل ذلك نأمل أن يكون اللقاء الخامس هو للإعلان عن المشاريع وبرامج تنفيذها، كما والإعلان عن المبادرين في تحمّل مسؤولية كل منها ليعرف القاصي والداني من هو المحب الحقيقي لبيروت، ونوعية وأهمية مشاركة المبادرين، وليتنا نصل الى أمثال وسيم ضاهر مؤهل حديقة الصنائع (حديقة رينيه معوض) لنؤهل المشاريع القائمة المتوقفة، ولنباشر في تنفيذ كل المشاريع الضرورية المقترحة.
هذه هي الطريق لنهوض بيروت، والفرصة الآن سانحة بوجود التفاهم القائم بين المجلس البلدي وسعادة محافظ مدينة بيروت، فيمكن مع هذا التفاهم تحقيق تنفيذ المشاريع المطلوبة.
المهم أخيراً العمل، ثم العمل، ثم العمل،
والمهم أكثر، العمل على تأمين أوسع مشاركة من السياسيين البيارتة بكل أطيافهم، ومن رجال الأعمال بكل أنواع نشاطاتهم، ومن المحبين لبيروت أينما كانوا.
لنكن جميعاً الداعمين والمشاركين لمجلس بلدية بيروت وسعادة المحافظ والعاملين بجد للوصول الى محبي بيروت من المؤمنين بالمبادرات لسد العجز المادي الحاصل بلدياً، وبناء الموظفين وتشجيعهم وتحويلهم الى مؤمنين حقيقيين لبيروت، ولتبدأ عندها وقبلها وبعدها المساءلة والمحاسبة.
هكذا نعود الى بلدية بيروت الممتازة.
- الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب
بيروت في 18/6/2024