*كتب د.حسن محمود قبيسي
#ليس في ماضي الجنرال ميشال عون ما يحمل ” حزب الله” للرهان عليه ؛ من مشاركته بقمع الصيادين في مظاهراتهم في صيدا لتحصيل حقوقهم و قتل القائد معروف سعد،عام 1975إلى التحاقه بالقوات “اللبنانية” و قصفه مخيم ” تل الزعترعام 1976″ بمن فيه و بينهم لبنانيون، إلى تنسيقه مع شارون على أبواب قصر بعبداعام 1882،واحتلاله لاحقا القصر المذكور عام 1988،بعد تشكيله حكومة طائفية ،ومصادرة مهام وصلاحية الحكومة الدستورية،ثم قصفه مناطق لبنانية ،ثم تفجيره حربي الإلغاء و التحرير،ضد مسيحيين منافسين ..ثم فراره من قصر بعبدا تاركا أسرته مهددة بالتشريد والموت. لذا لم يكن رهان “حزب الله” عليه موفقا.
صحيح أن عون بغياب زعامة مارونية وازنة استقطب 72%من المسيحين ؛ لكن كان ذلك بسبب موقفه السلبي من المقاومة الإسلامية ضد العدو الصهيوني لا لشخصه،فانقلبت تلك الأكثرية عليه ووقفت ضده،بعد ان جهر بحاله مع المقاومة وهو ماكان منتظرا.
في الحسابات أن عون استحصل – بعد تأخير تشكيل الوزارة لأشهر-على توزير صهره الساقط في الانتخابات البلدية،و ظفر بالرئاسة الأولى بعد تعطيل الانتخابات الرئاسية-بهيبة “حزب الله”- سنتين،و سهل الحزب للتيار وصول إكبر كتلة نيابية وحصة وزارية بينهم عملاء للعدو ،ومن خطف الناس عند حاجز المتحف و …،بينما عمل باسيل على إسقاط مرشحين للحزب ، حين أتيح له ذلك. وأمسك السلطان جبران صهر الجنرال الدموي المذهبي بمقدرات البلاد وحقوق الناس واحتياجاتهم
الحياتية بحجة “ما خلونا” و “حقوق المسيحيين “.مقابل ذلك وقف باسيل ضد الحزب بالمطلق حين استطاع إلى ذلك سبيلا،و آخرها تشكيل حلف ضد ترشيح سليمان فرنجية بصرف النظر عن أحقية حصرية ترشيحه مهما كانت التداعيات.
بعيدا عن ولاء البيئة الحاضنة المطلق، لم يرتح جمهور الممقاومة لدعم الحزب المطلق لباسيل ولتياره الموروث بذريعة”تلك قناعتنا”. آخر غش ووقاحةباسيل أنه مع المقاومة حين تدافع عن لبنان و ضد بدئها الحرب على “إسرائيل” ، متعاميا عن ان العدو الصهيوني يحتل 23 لا سبعة قرى فقط منذ 1922،ويحتل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر منذ1967 ،و إن الاحتلال هو عدوان مستدام،والبيانات الحكومية اللبنانية وكل المواثيق الدولية تقر بحق الشعوب بتحرير أرضها.
الحقيقة أن باسيل وعمه و تيارهما وقفا كما يجب للوصول إلى الرئاسة فالحكم المطلق ، وعندمااقتضت ضروريات الحزب ترشيح فرنجية لا عون جن جنون باسيل و كشف عن وجهه بحركةانتحارية وحده سيدفع تكاليفها،فلاالمعارضات تثق به،وحليفه/كفيله السابق بدل قناعاته المرحلية على الأرجح،او على وشك ، والناس لا تقف مع الخاسر الضعيف،وهو الآن يخسر كل أوراقه المستعارة.
*مؤرخ و أستاذ جامعي