
كتب الأستاذ باسم عباس على صفحته :
قرار عدم الترشّح ، والتفرّغ كلّيًّا للقراءة والكتابة .
من القرارات المهمّة التي اتّخذتها في حياتي ، التفرّغ كلّيًّا للقراءة والكتابة ، وبناءً عليه، لن أترشّح لرئاسة الحركة الثقافيّة في لبنان أو لعضويّة هيئتها الإداريّة ، ولديّ كلّ الثقة أنّ في الحركة الثقافيّة مخْلصين ذوي قامات فكريّة وإبداعيّة وتربويّة واجتماعيّة ، ويمكن لأيٍّ منهم أن يتولّى رئاسة الحركة الثقافية بكفاءة وجدارة وضمن الأطر الديمقراطيّة . أريد التفرّغ لأنّ لديّ الكثير الكثير من الكتابات التي تحتاج إلى تنظيم مقدّمةً لإعدادها للطبع ، وهذا يتطلّب منّي سنوات وسنوات . ثمّ إنّي مُتعَبٌ من الحزن والغيم والقلق والضوء والفراشات والدبابير ، متعَبٌ من صهيل الموج ومن غدر الموت ، والأهمّ من هذا كلّه أنّي من المؤمنين بضرورة تداول السلطة .إشارة إلى أنّنا خلال السنوات الثلاث الماضية لم نتمكّن من تحقيق ما نصبو إليه ، فلقد كان لدينا برنامج عمل كبير ومتنوّع يمكن من خلاله إشراك معظم الشعراء والروائيّين وكتّاب القصّة ، والنقّاد والمؤرّخين والباحثين في الاختصاصات الفكريّة كافّةً.. إلّا أنّ السنوات الثلاث مرّ منها سنة ونصف ( كورونا) كان العمل متوقّفًا في جميع المنتديات والجمعيّات ، وانتهت بحربٍ استمرّت سنةً وشهرين منذ بداية المواجهات الحدوديّة إلى أنْ توسّعت لتشمل معظم المناطق اللبنانيّة . بين كورونا والحرب وتبِعاتها كنّا نصطاد الوقت اصطيادًا لإحياء أنشطة ، وقد أنجزنا حوالي خمسة وثلاثين نشاطًا في أشهر قليلة ، شملت : مناقشة عدد من الروايات ، توقيع عدد من الكتب ، أمسيات ومهرجانات شعريّة ، تكريم شخصيّات ثقافيّة وإبداعيّة مستحقّة، مناسبات وطنيّة ” يوم الأرض” ، ” عيد الانتصار والتحرير ” . أتمنّى لزملائي وزميلاتي وأصدقائي وصديقاتي في الهيئة الإداريّة التي ستُنتخب في الخامس من نيسان القادم ، التوفيق والنجاح والمثابرة مهما قست الظروف ، فلا قيامة للوطن بلا ثقافة حرّة نقيّة .