يمر لبنان بظروف صعبة ودقيقة إنطلاقاً من هذا الدور وإيماناً منها بأهمية التعاون بين اللبنانيين لتخطي هذه المرحلة أطلقت الجامعة الأمريكية للعلوم والتكنولوجيا AUST مبادرة قدمت من خلالها الحاجات الاساسية من الادوات المنزلية ومنتجات ومواد التنظيف ، اضافة الى المواد الغذائية إلى أهلنا الذين اضطروا الى مغادرة منازلهم وقراهم الى جانب تقديمها خدمات تربوية للطلاب لمساعدتهم على تخطي هذه المرحلة الصعبة و لضمان تأمين التعليم لجميع الطلاب دون تمييز. في هذا السياق يقول الدكتور رياض صقر وهو نائب رئيسة الجامعة الأمريكية للعلوم والتكنولوجيا “في السابق كان القصف مركز على الشريط الحدودي وبين الحين والآخر كان القصف يطال صور فأخذنا قرار أن نيمز أبناء القرى الجنوبية من صور وصولاً الى الشريط الحدودي بحسم خاص وذلك من أجل المساعدة قدر المستطاع لاسيما وأن سكان هذه المناطق مصالحهم وأشغالهم توقفت بفعل الضربات والإستهداف التي تطال المناطق الجنوبية وكوني من الجنوب وتحديداً من منطقة عين ابل وادرك المنطقة منذ طفولتي كيف كانت تدمر وتعمر من جديد وأدرك ما يتعرض له الشباب نتيجة هذه الضربات أكثر ما كان يحزنني هو رؤية القرى مدمرة بشكل كبير من الصعب جداً أن يفقد جنى عمره بلحظة واحدة” وتابع صقر” القرى الحدودية كانت تتعامل مع فلسطين أكثر مما كانت تتعامل مع العاصمة بيروت وسائر المناطق اللبنانية وذلك نظراً لقرب المسافة فمثلاً ابناء القرى الحدودية كانت المدارس الفلسطينية أقرب عليهم وحتى التجار يقصدون المناطق الفلسطينية القريبة لشراء حاجاتهم “
وعن دور الجامعة الفعال في هذه الأزمة قال “ميّزنا هذه العائلات بحسم 50 % من القسط الجامعي الى جانب طريقة الدفع على 12 شهراً وذلك لتسير شؤون الطلاب الى جانب تأمين فرص عمل لهم من خلال المطاعم و المحلات التي تواصلنا معها لتأمين فرص عمل بذلك نكون ساهمنا في تعليم الطالب و تأمين عمل له يستطيع أن يكمل القسط الجامعي أو يؤمن حاجاته من خلاله توسع الحرب على لبنان شجعنا أكثر على الوقوف الى جانب اللبنانيين ليستطيعوا تعليم أولادهم من أقسى ما أسمعه أن يقول لي الطالب أريد أن أتعلم لكنني لا أستطيع بموقعي كمسؤول تربوي و كلبناني لا يمكنني أن أسمعها مرفوض هذا الأمر بالنسبة لي أي طالب يريد التعلم أبوابنا مفتوحة له من خلال تأمين مساعدات و ملاقاة وظيفة له أو حتى من خلال التقسيط المريح و المبسط الذي نعتمده ” وعن وجود نازحين في الجامعة قال ” الجامعة لا يوجد بها نازحين لكن هناك دكاترة وموظفين إداريين نزحوا من المناطق الجنوبية وهناك أيضاً مدرسة بالجديدة (American high school ) اعطينا طابق كامل في المدرسة للأساتذة الذين نزحوا من بيوتهم كما نؤمن لهم جميع مستلزماتهم من أكل و شرب وكهرباء وأدوية ” وعن مساهمة الجامعة ودورها الفعال أضاف” في العام 2006 حولنا الجامعة الى مطبخ حيث استقدمنا أكثر من خمسة عشر موظف لطهي الطعام و توزيعه بشكل يومي على المراكز في الأشرفية الى جانب تأمين المستلزمات اليومية من أدوات تنظيف ومستلزمات الأطفال وفرش وأغطية في مشهد لا يزال حتى اليوم حاضر في ذهني أذكر إني كنت يومها بالمدرسة صاعد على الدرج كان الدرج ممتلئ بالأطفال وهم نيام هذا المشهد لا يمكن أن أنساه في حياتي الإنسان لديه إنسانية قبل التفكير بمن هو و من أين أو الى أين ينتمي ” وتابع “العديد من المدارس منسية ومتروكة دون مساعدة ، نزلت الى العديد من المدارس اهلنا النازحين كانوا يفترشون الأرض قضوا أول ليلة دون فراش على الفور أمنا لهم فرش ومخدات و شراشف وكل ما يحتاجونه ومن ثم توجهت لمحال آخر في عين الرمانة واشتريت غاز و طاولات وطناجر وسكاكين وكل ما يحتاجونه لطهي الطعام واحضرنا دفاتر للأطفال ليكملوا تعليمهم في المدرسة كما قلت سابقاً لا أستطيع أن أترك أي طالب دون تعليم يومها لم استطيع أن أتركهم دون التأكد من تأمين جميع ما يحتاجونه هذا واجبنا الوطني أمام أهلنا وأمام وطننا ” وأضاف” بحسب وزارة التربية هناك ٣ جامعات في لبنان فقط مجهزة بشكل كامل ببرامج خاصة للتعليم عن بعد سواء كان من ناحية التدريس او حتى الإمتحانات ونحن لم ننقطع عن التدريس جميع الطلاب يتلقون تعليمهم عن بعد نحن كنا اول جامعة في لبنان اشترينا هذا النظام كما استقدمنا شركة أجنبية من دبي لتدريب الأساتذة في العام 2017 على استعمال هذا النظام قبل الأزمة اضافةً الى أن المؤسسة التي اشترينا منها النظام كانت في كل عام تأخذ حوالي 15 استاذ وتدريبهم على كيفية استعماله لمدة ثلاث أشهر ” وعن مميزات الجامعة قال “نتميز في جامعاتنا بالاختصاصات الفريدة من نوعها لاننا ابتعدنا عن اعادة فتح اختصاصات موجودة حالياً في كل الجامعات وكان الهدف الأساسي هو أن يلاقي الطالب المتخرج عمل ضمن اختصاصه ،مسؤولية الجامعة ليست باستقطاب عدد كبير من الطلاب فقط بل بتأمين وظائف لتلاميذها ضمن الاختصاص الذي درسه الطالب ،65% من طلابنا يعملون ويدفعون القسط وذلك لسهولة النظام التعليمي حيث يحضر الطالب من الساعة الثامنة وحتى الرابعة لمدة ثلاث ايام واربع ايام يستطيع العمل بها هذه الطريقة فتحنا مجال كبير للتلاميذ أن يعملو ويدرسوا في الوقت ذاته وكي يخففوا أيضاً من أعباء الدراسة عن عائلتهم والإعتماد على ذاتهم والأهم من كل هذا أن يبقوا في لبنان هذه أولوية بالنسبة لي لبنان بحاجة اليوم لأبنائه الأذكياء و المثقفين فهم قيمة مضافة للبلد “. وعن تأثيرات الحرب على الطالب قال” نأمل أن تنتهي الحرب سريعاً و علينا في هذه المرحلة كمؤسسة تربوية إيصال المعلومات للطالب قدر المستطاع وتعتبر الدراسة نوعاً من إبعاد التلميذ عن كل ما يحدث ولو لساعتين كما طلبنا بدورنا من الأساتذة تحمل بعض الطلاب الذين لا يستطيعون حضور الحصة كما تواصلنا مع المحاسب كي لا يضغط على الأهالي بدفع القسط و بالتالي نسعى لتأمين الراحة النفسية لهم أيضاً ” وختم اللقاء بالتوجه للسياسيين قائلاً “في هذا الوقت العصيب الذي يمر به لبنان نأمل أن يضع السياسيين خلافاتهم جانباً وأن يعملوا لمصلحة لبنان كما أن يأخذوا بعين الإعتبار الجيل الجديد الذي سيعمر البلد بعد أن هدم ،علينا الإستعانة بأشخاص عايشت الحرب واستطاعت الوقوف من جديد ألمانيا مثلاً كانت مدمرة كما لبنان اليوم السفير الألماني عندما زار جامعتنا قال لنا حرفياً “أنتم في لبنان أذكياء كفاية كي تنهضوا ببلدكم استعينوا ببلد خاضت تجارب سابقة في الحروب ركزوا في المدارس وأنشأوا جيل جديد قادر على بناء لبنان بذكاء”.