
*كتب علي يوسف
كل الحملة السياسية والاعلامية الكبيرة ضد حزب الله والمقاومة من جماعة واتباع المشروع الاميركي الصهيوني اعتبرها طبيعية وتنم عن حالة القلق التي اصابت هؤلاء ومعلميهم من عدم انهيار المقاومة بنتيجة الضربات القاسية التي تعرضت لها من جهة ومن جهة ثانية من قناعتهم العميقة التي يحاولون تجاهلها كذبا في ان المقاومة تخبّىء وتخفي كونها استعادت عافيتها وقدراتها على مختلف المستويات ..؟؟!!!
الا ان ما بات يستفز الى حد كبير وصل الى الخطوط الحمر وبات بتطلب وضع حد له هو التعبيرات والمواقف التي يصدرها من بعتبرون انفسهم من “داعمي المقاومة” او على الأقل ممن يستخدمون العطف بما يشبه موقف الشماتة وتحت شعار الحرص على ما يسمى الوحدة الوطنية عبر” الاستيعاب ” وتحت شعار الحوار حول “المسائل الخلافية” تلافيا لانفجار حرب اهلية …!!!!!!
وابرز هذه التعبيرات والمواقف هي ما نسمعه يوميا من مسؤولين وسياسيين واهمها :
١- اعتبار ان المقاومة وبيئتها وطائفتها (كما يحلو للبعض الوصف )هي الآن مجروحة ويجب مراعاة ذلك وعدم استفزازها او الضغط الزائد عليها …؟؟؟؟!
وهذا الكلام هو استفزاز ما بعده استفزاز وينم اما عن عدم فهم فكر المقاومة وشعبها واما انه محاولة شماتة غير مباشرة مغطاة بعطف وبمحاولة “تثبيت فكرة تعرض المقاومة لهزيمة ” بدل فكرة تعرضها لضربات قاسية ….
ومن يقول ذلك لا يفهم معنى ما كان يقوله دائما سيد الشهداء الشهيد الاسمى السيد حسن نصر الله ” نحن عندما ننتصر ننتصر وعندما نستشهد ننتصر ” وعمق الفكر الكربلائي لدى شعب المقاومة … ولا يفهم بالتالي ان التضحيات التي يعتبرها هؤلاء جروحا هي موضع فخر واعتزاز وكرامة ودوافع للنهوض بعزيمة اكبر لاستكمال المسيرة والبقاء على العهد. …
٢-القول “ان محور المقاومة تلقى ضربات قوية ولكن من المبكر الحديث عن نهايته ” ..؟؟؟!!! وفي الحقيقة استعمال عبارة “من المبكر” الحديث عن نهايته هو موضع تساؤل كبير ؟؟؟؟؟؟ .هل هو يتضمن ضمنا قناعة ان النهاية قادمة مثلا ؟؟؟ ومن اين تأتي مثل هذه القناعة ؟؟؟ وهل هي تعبر عن امل او طموح او رغبة يتم اخفاءها بطريقة “دبلوماسية ” بعد ان باتت “الدبلوماسية” اجترارا فكريا لإخفاء العداء للمقاومة او للتحايل في اظهار هذا العداء ؟؟؟؟؟
٣- ونأتي الى التعبير الأكثر استفزازا ووقاحة حين القول ان ” نزع سلاح المقاومة لا يجب ان يتم بالقوة وانما بالحوار ” ويستخدم البعض تعبير مخفف “تسليم السلاح ” بدل نزع السلاح ويستعمل آخرون تعبيرا أكثر خفة ( بالمعنيين لكلمة خفة ) “حصر السلاح بيد الدولة ” …؟؟؟؟
والمستعملون لهذه التعابير هم اعضاء السلطة التي اشرفت اميركا وبمساعدة سعودية على تكوينها وقد تم وضع هذه التعابير في خطاب القسم وفي البيان الوزاري اللذين جاءا بعد وقف اطلاق النار وغضت المقاومة النظر عنها للأسف لضرورات حسابات المرحلة وكون تنفيذ اي من هذه الشعارات مرتبط بالحوار وبالتالي مرتبط باتفاق لاحق تطلق عليه هي اسم الاستراتيجية الدفاعية وان كان هذا الاسم يتناقض مع مضمون الشعارات …!!؟؟؟
الا ان الخطير ان استعمال هذه التعابير وكلها تعني سحب السلاح بغض النظر عن كلمة الحوار الجوفاء بات يتم من قبل عدد كبير من السياسيين ايضا وبينهم من هم معتبرون جزءا من فكر المقاومة .. كما ان بعض “المرتدين ” عن المقاومة وجدوا في ذلك مناسبة لتبرير الإرتداد التدريجي مستغلين موافقة المقاومة على خطاب القسم والمدح المتكرر غير المبرر من قبل المقاومة لكلام رئيس الجمهورية حول ضرورة “الحوار في الامور الخلافية.. “وغض النظر عن اصراره الدائم على ان قرار حصر السلاح قد اتخذ والأخطر الكلام عن سقوط لبنان عسكريا عبر التأكيد على عجز لبنان عن القيام بأي عمل عسكري وان الطريق الوحيد لوقف العدوان وانهاء الاحتلال هو الدبلوماسية بما يعني عمليا الغاء دور المقاومة …؟؟؟؟!!!!!
ورغم ان الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم اعلن في مواجهة الحملة الشرسة الموجهة على سحب السلاح و في شكل حازم عدم التخلي عن السلاح و الاصرار على ادخاله وعبر الحوار في استراتيجية دفاعية رابطا بدء الحوار بوقف العدوان نهائيا وانهاء الاحتلال .. ثم جاء كلام السيد ابراهيم امين السيد ليربط بدء الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية ليس فقط بوقف العدوان على لبنان وانهاء الاحتلال بل وليضيف اليها وضوع تطورات المنطقة و مستقبلها والتي يمكن في ضوئها تحديد الاستراتيجية الدفاعية…. الا ان معظم المسؤولين وعدد من السياسيين ما يزالون يصرون على محاولة فرض موضوع تسليم السلاح كأمر واقع لا مفر منه …؟؟؟!!!!!
وانطلاقا من ذلك كله يمكن التأكيد انه من الخطايا الوطنية ان يظن او يفكر احد انه من الممكن تقديم المقاومة قربانا للمشروع الاميركي الصهيوني .. لأنه حكما سيرجم بأكثر من الحجر ….!!!!
*عضو في المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي للصحفيين