حاضر البروفسور اللبناني العالمي د. فيليب سالم عن “دور الجامعة في صنع عالم عربي جديد” في “مركز الصفدي الثقافي” شمال لبنان ، بدعوة من “مؤسسة الصفدي الثقافية” وجامعة البلمند، وبحضور فعاليات ثقافية واجتماعية وعدد كبير من الطلاب والاساتذة الجامعيين ومهتمين.
استهلت المحاضرة، التي تحدث فيها كلّ من البروفسور سالم ونائب “رئيس مؤسسة الصفدي الثقافية” فيولات الصفدي، بكلمة ترحيبية للاعلامية امال الياس سليمان رأت فيها أن “البروفسور سالم ساهم في وضع خطط لسياسات صحية في الولايات المتحدة، وهو الرجل الذي بات ينظر الى الانسان كقيمة اساسية في عالمنا هذا وتحديدا في لبنان والمنطقة العربية”.
وبعد عرض فيلم عن أبرز المحطات المهنية للبروفسور سالم، رأى الأخير ان “الثورة الحقيقية تبدأ في الجامعة وتمتد إلى المدرسة ومنها إلى البيت والمجتمع” معتبراً ان “الجامعة في لبنان في أزمة نتيجة ثلاثة عوامل رئيسة: الحرية الاكاديمية، البحث العلمي والحضور في العالم”.
وعرّف مفهوم “الحرية الاكاديمية بالمناخ الفكري الذي تؤمنه الجامعة للمعلم والطالب معًا ليقوم كل منهما بالنقاش والحوار والبحث في حرية كاملة بدون الخوف أو القلق من عقوبة بسبب رأي ما” فيما شدّد على “ضرورة ايلاء الجامعة أهمية للبحث العلمي” معتبراً ان “الفلسفة التربوية في جامعاتنا التي تؤمن بتلقين المعرفة وتخدير العقل هي السبب الآخر لهزال الشخصية الأكاديمية وعدم قدرة جامعيّــينا على تغيير الواقع السياسي والاجتماعي”. ورأى أن اهمية “الجامعة تكون بفرض حضورها في العالم بتواصُلها العلمي اليومي مع جامعات العالم والتراث العلمي في العالم”.
بدورها، اعتبرت الصفدي أن “دورنا كمثقفين، وعلماء، وسياسيين، وصُناع قرار، وسلطات دينية، ومجتمع مدني، ومؤسسات رسمية أن نعيدَ تلميع صورة شبابنا العربي في العالم بعدما استغلَّ البعض منهم وشوّه صورة كلّ شاب يتكلّم اللغةَ العربية” مختصرة “سياسة المركز الثقافي والمؤسسات الثقافية والتنموية بكلمتين تُشكلان أسسَ البناء المستقبلي: العقل وتثقيفه”.
وأكدت على “رعاية قدر المستطاع الشباب والأجيال والعمل معهم على ترسيخ ثقافات جديدة قوامها الاصرار على مواجهة القمع بترسيخ مفهوم الحرية، والوقوف بوجه التطرّف بإرساء روحية الانفتاح، واستبدال منطق العنف بالدفع نحو ثقافة السلم والسلام، وتشجيع استخدام القلم والفكر في مقابل منطق البُندقية والقتل” مشددة على “أن يكون العِلمُ سند العالم وليس مصيبته” معلنة عن “مؤتمر تربوي يرتكز على ما سيصدر من أفكار واقتراحات عن الندوة” آملة “تعاون وزارة التربية والتعليم العالي فيه وشراكة أكبر عدد ممكن من الجامعات”.
وفي الختام، جرت مناقشة قيّمة امتدت لأكثر من نصف ساعة بين البروفسور والحضور.