
رئيسة “جمعية أوركيديا”: «والدي مثلي الأعلى… ولن نقبل بأي دعم يقيّد مبادئنا»
إعداد: فؤاد رمضان
من هي زينة الزين؟ وكيف وُلدت فكرة “أوركيديا”؟
زينة الزين:
أنا حاصلة على إجازة في العلوم السياسية والإدارية والاقتصادية، ودراسات عليا في العلاقات الدولية والدبلوماسية من الجامعة اللبنانية. مارست التعليم سابقاً وكنت عضواً في الهيئة الإدارية للاتحاد الدولي للصحافة العربية.
خلال تحضيري للماجستير، ومعايشتي لبيئة تحتاج إلى رعاية وخدمات إنمائية وطبية وتربوية، نشأت فكرة تأسيس جمعية تُعنى بهذه الجوانب.
تشاورت مع مجموعة من الزميلات وأسّسنا الجمعية عام 2019، وحصلنا على العلم والخبر عام 2020 تحت رقم 564.
اخترت اسم «أوركيديا» تيمّناً بزهرة أحبّها، لما ترمز إليه من الجمال والحب والقوة.
ومنذ انطلاقها، تضم الجمعية هيئة إدارية وهيئة عامة من أصحاب الكفاءات، تجمعهم روح العائلة والتعاون والتفاني في سبيل الخير والإنسان.
أهداف الجمعية ومجالات عملها
منذ تأسيسها، وضعت الجمعية نصب عينيها أهدافاً إنسانية وتنموية، أبرزها:
تقديم مساعدات خيرية وطبية وتربوية وتنموية.
تنظيم دورات تدريبية وتأهيلية للشباب وذوي الاحتياجات الخاصة.
إقامة أنشطة بيئية ورياضية وثقافية واجتماعية.
تعليم فنون الرسم والأشغال اليدوية وتنمية مهارات التواصل الفعّال.
تنفيذ ورش إسعافات أولية بالتعاون مع فوج الإنقاذ الشعبي.
تقديم إرشادات تربوية وصحية للأطفال حول الصعوبات التعليمية والصحة النفسية.
ومؤخراً، نظّمنا عشاءً قروياً بالتعاون مع بلدية حارة صيدا، كما أطلقنا من خلاله أول مبادرة بعنوان
«أصدقاء البيئة في الوطن العربي» بالتعاون مع منظمة الألكسو التابعة لجامعة الدول العربية.
هل من دعم رسمي أو تمويل خارجي للجمعية؟
للأسف، لم نصل بعد إلى وزارة الشؤون الاجتماعية.
الدعم الذي نعتمد عليه ذاتي بالكامل، وأحياناً نحظى بمساندة من أحد أقربائي الذي يؤمن برسالتنا ويقدّر شفافيتنا في العمل.
لكننا لن نقبل بأي دعم مشروط أو مصلحي، أياً كان مصدره، لأننا نرفض أن تُستغل الجمعية لأغراض سياسية أو شخصية. رسالتنا إنسانية فقط.
كيف تضعون خطط الأنشطة وتقيّمون عملكم؟
تولد الأفكار غالباً بعفوية ومن قلب الميدان، ثم ننطلق مباشرة لتنفيذها.
وبعد كل نشاط، نجري تقييماً ذاتياً ونقداً بناءً لتصحيح الأخطاء وتحسين الأداء في المستقبل.
من ينجح أكثر في إدارة الجمعيات: النساء أم الرجال؟
النساء ينجحن أكثر في هذا المجال لأنهنّ يعملن بعاطفة وإحساس ومسؤولية.
معظم الجمعيات الفاعلة اليوم تُديرها سيدات، ونادراً ما نسمع عن فساد في إدارتها.
فالمرأة، بطبيعتها، تعرف كيف تمزج بين العقل والقلب لخدمة المجتمع بصدق وإخلاص.
وكيف تنظرين إلى الغيرة في مجتمعاتنا؟
الغيرة الهدامة موجودة للأسف بين الجنسين، لكنها أحياناً تكون أشدّ بين النساء.
بدلاً من أن تتكاتف المرأة مع أختها في النجاح، تسعى بعض النفوس الضعيفة إلى محاربتها أو الحدّ من حضورها.
لكن المرأة الواعية والواثقة من قدراتها لا تهتز أمام هذه المحاولات.
وكما يُقال: «واثق الخطوة يمشي ملكاً».
هل يتسرّب اليأس إلى عملكم في ظل الظروف الصعبة؟
أبداً، اليأس لا يعرف طريقنا.
طالما فينا روح تنبض وأمل يتحرك، سنبقى نعمل بصمت وإخلاص لما فيه خير المجتمع.
المرأة هي رمز العطاء والالتزام والمحبة والوفاء، وقد أوجدني الله لأؤدي دوراً إنسانياً على مسرح الحياة، وسأتابع هذه المسيرة ما حييت.
من هو مثلك الأعلى؟ وما طموحاتك المستقبلية؟
والدي هو مثلي الأعلى، رجل عصامي محبّ للخير والمجتمع، ويشبهونني به كثيراً فيقولون: «ابنة أبيها».
أما طموحي، فحدوده السماء، طالما الإرادة والعزيمة موجودتان.
أؤمن دائماً بمقولة:
«ضع النيّة الطيبة في قلبك وانطلق… فالله معك.»
كلمة ختامية
كل الشكر والامتنان لكم على تسليط الضوء على مسيرة “جمعية أوركيديا” وأنشطتها.
نؤمن بأن الخير لا يُقاس بالحجم، بل بالصدق والنية، وسنواصل رسالتنا الإنسانية من “حارة صيدا” إلى كل لبنان، حيثما يكون للخير مكان.














Sayidat wa Aamal The Whole magazine Package