
بقلم اعتدال صادق
أرادت الفنانة التشكيلية لميا خوري محفوظ قول الكثير في معرضها الذي أقامته في قاعة ملتقى دار الندوة الثقافي من خلال مجموعتها التي قاربت 22 لوحة من رصيد أكبر بكثير وبأبعاد وقياسات مختلفة حمّلتها أسماء تعطي للوحة سياقها السردي للمعنى الذي تقصّدته الفنانة لرؤياها الخاصة، قبل أن تسقط حسّها وشغفها على فضاء اللوحة لتنسج لغتها الخاصة. على المساحة البيضاء تحمل معنى عايشته الفنانة في رحلة إبداع مفعَمة بالدهشة في حوار تصويري عميق يطرح التساؤلات الفلسفية حول الحياة في نسق الخطوط والدوائر تقاربا أو تباعداً في غموض تجريدي جعل ثنائية الأبيض والأسود على غير زيف مجرد عيون تحدّق في عمق ذواتنا الإنسانية تفشي ما يعتري أرواحنا من صخب وهدوء، خيبات وآمال، موت أو حياة، هي لغة العيون في رؤيتها للبعد الزمني يصفع دواخلنا بالأسود أو يضئيها بالأبيض في رمزية الخير والشر على حدّ سواء، أما اللون عندها فهو زاهٍ وفخم يتدرّج بين الأزرق الحالم والأخضرالنضر… أو شيء آخر مزجتها لمياء على هواها. لميا خوري محفوظ الرسامة والنحاته الآتية من مدارها الحقوقي بمرتبة دكتورة في القانون الدولي وبوصفها محامية تعتلي قوس العدالة بين بيروت وباريس كمستشارة قانونية للشركات التجارية الكبرى، إلا أنّ اللون أغواها وأدهشتها جمالياته فاختارت خوض غماره الجميلة والغوص في أعماقه في عملية تطبيق وإبداع وتميّز فني خاص، وهي الوافدة من الإرث العائلي الراقي لعائلة المعماري الكبير خليل خوري فمكثت ما بين المحاماة ومندرج اللون وكلاهما لغة ناطقة وثقاهما الخيال والابتكار. لميا خوري محفوظ في حضورها الراسخ وعبورها بين السائل والمتناقض تشي أنها فنانة لا تزال مخيّلتها زاخرة بالتكوينات الفنية بكلّ المقاييس الثقافية الجمالية.
Sayidat wa Aamal The Whole magazine Package