
بقلم الاخصائية الاجتماعية ندى السوقي
يقول الشاعر حافظ ابراهيم :”الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعددت شعباًطيب الأعراق”. هذا البيت نقش في عقولنا منذ الصغر، وبهذا شبه الشاعر الأم بالمدرسة التي أعدت ومكنت من كافة النواحي الإجتماعية والنفسية والتربوية والبيئية، والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا لو لم تكن هذه الام غير معدة؟ وغير متمكنة؟ ماذا لو كانت غير مدركة لأهمية دورها في اسرتها وفي المجتمع؟
وماهي النتائج التي سنجنيها؟
إذا كان الأب العمود الفقري لأسرته فالأم هي صمام الأمان. ولا يقل دور الأم عن دور الأب أهمية وهذا ماذكرناه في المقالة السابقة، بل على العكس، يقع على الأم الدور الأكبر والأبرز في الأسرة، ولتكوني أسرة سليمة وصحية، ولتلعبي دور الأم الفاضلة يجب عليك التحلي ببعض الصفات والخصائص المثالية.
فأنت هي القلب الحنون والعطوف الذي يزهر ورودا ويفوح عطرا. قلبا يحتوي الجميع.
والأسرة لا تتكامل إلا بوجودك، وإن غاب طيفك ضاعت الألفة والمودة والمحبة بين أفرادها، فتصبح موائد الطعام خالية وتضيع جلسات الحوار وتغيب البسمة والفرحة وتصفر أوراق الأشجار والنباتات، وتعلن ورود منزلك الحداد، وتصمت الطيور عن التغريد، فما بالك لو غبت عن أطفالك!؟.
قوة أسرتك ونجاحها تكمن فيك، تكمن بأهمية دورك كأم، وقد منحك الله قدرات لا يقوى عليها الرجل كالحمل والولادة والصبر وتربية الأبناء والإهتمام بهم و إشباع حاجاتهم ومتابعة دروسهم وتربيتهم تربية صالحة مبنية على القيم السليمة ومحبة الله..
ودورك لا يجب أن لا يتشابك أو يلغي دور الاب العظيم بل على العكس يجب أن يتكامل مع دوره بالتعاون والتفاهم ومعرفة الأدوار والإحترام المتبادل.
ودور الأم بسيطاً جداً، يجب أن تكون زوجة مثالية، تقوم بواجباتها اتجاه زوجها ومنزلها وتقدم الرعاية لأبنائها، ويجب أن تكون حياتك الزوجية والأسرية من أولى إهتماماتك، وعليك بالإهتمام بمظهرك الخارجي، والتركيز على عملك وتطوير نفسك وتثقيفها، ومنحها بعض الراحة النفسية من ضغوطات الحياة الأسرية والعملية التي تواجهينها يومياً، عبر إختيارك لبعض الأنشطة الرياضية أو الجلوس مع الأصدقاء، أو قراءة كتاب.. ولا تهملي نفسك، فإهمالك لها سيؤثر سلبا على عائلتك وخاصة في الظروف الصعبة التي نعيشها حاليا.
ودورك أيضا يكمن في مواجهة الأزمات الزوجية، عبر استدراكها وتفهمها والحوار والتواصل مع الزوج لإيجاد الحلول المناسبة، وتقديم بعض التنازلات من كلا الطرفين. وتفهم واحتضان الأبناء ومشكلاتهم وإيجاد المخارج المناسبة والسالمة لحلها، ومهما تعاضمت وتعقدت لكل مشكلة حل ويجب أن تعالج بأساليب صحية فلا تترك آثارها النفسية السلبية عليك وعلى أسرتك وخصوصا الابناء.
فإذا التحمت عاطفة الأم وحنانها بالعلم والمعرفة والتنشئة الإجتماعية الصحيحة، فلن تكوني المدرسة فقط بل معنى الإنسانية ومثال الفرد القويم والناجح، الصبر والقوة، والحب والعطاء، التضحية والاستمرار، الجمال والسكينة..
أنت القلب النابض لاستمرار الحياة، بل أنت الحياة كلها…