*كتب علي يوسف
بمكن القول ان الحرب الدائرة الآن بين العدوانية الاسرائيلية وجودا واحتلالا ودورا وعدوانا وحشيا بربربا اجراميا مدعوما من اميركا والغرب وبين المقاومة فلسطينية ومحورا وضعت على الطاولة ميدانا ومشاريع حلول مؤقتة ومرحلية واستراتيجية تندرج في اسقف سياسية تتراوح بين سخيفة وبين وهمية وبين تكتيكية وبين دليل عجز وصولا الى استراتيجية غير واضحة المعالم لا من حيث المندرجات ولا من حيث التنفيذ ولا من حيث المستقبل وتداعياته الفلسطينية والعربية والاقليمية وصولا ًالى الدولية ….
لقد اثبت الميدان رؤيويّة سيد المقاومة في ترك تحديد السقف السياسي للميدان لأن ما جرى ويجري منذ طوفان الاقصى وحتى اليوم هو بمثابة التمهيد الإنتقال من الحرب المفتوحة الى الحرب الكبرى ..
فرغم ان العملية الفلسطينية حملت شعار طوفان الاقصى الا ان السقف السياسي الذي وضعته لها حماس وهو تبييض السجون ورفع الحصار عن غزة ووقف الاعتداءات على المسجد الأقصى هو سقف غير واقعي واقل بكثير من مفاعيل ونتائج العملية وتنقصه الرؤية الواقعية في النظرة الى الواقع الفلسطيني الكلي والمسار الذي كانت تشهده القضية الفلسطينية…
كما ان العدوان الاسرائيلي الانتقامي الوحشي الاجرامي حمل شعارا وسقفا سياسيا غير واقعيين ايضا وهما تحرير الاسرى بالقوة والقضاء على حماس مستلهما تجربة عام ١٩٨٢ في لبنان من دون وعي الظروف المختلفة ومعطيات الساحة المختلفة على الأقل لجهة انه يحاول طرد فلسطينيين من فلسطين وليس من بلد غير بلدهم ؟!
هذا الاختلاف الذي يصل حد التناقض بين الميدان وبين السقوف السياسية لا يزال ساري المفعول حتى الآن وأكبر واوضح اشاراته هو عدم وعي ان عملية طوفان الاقصى زلزلت وضربت كامل مسار طويل يهدف الى تصفية القضية الفلسطينية ولم يقتصر على عملية محدودة الحجم والتأثير ….
لقد عمل المحور الاميركي الصهيوني الغربي على ضرب الدول المركزية في العالم العرببي وافتعال اشغالات قطرية سياسية واقتصادية واجتماعية في كل بلد تمنع الاهتمامات القومية وتحد من القدرة على التدخلات القومية من المغرب العربي الى مشرقه وخصوصا العراق الذي أُغرق بأزمات متنوعة وسوريا التي ماتزال في حالة حرب منهكة ولبنان الذي أدخل في ازمات سياسية واقتصادية واجتماعية تترافق مع محاولات اغراءات الترسيم والتنقيب عن النفط وكل ذلك في محاولة لتكريس فلسطينية القضية الفلسطينية وانهاء مُعطى أنها قضية عربية وتنشيط عمليات التطبيع بما يُخرج معظم الدول العربية من أي مشروع لمواجهة العدوانية الاسرائيلية على الاقليم وجودا ودورا استعماريين…. وكل ذلك لتوفير ظروف تسمح بتصفية القضية تصفية نهائية ..
ورغم كل هذه الوقائع لا تزال الاسقف السياسية تخضع لما يُسمى مبادرات او بالأحرى مناورات دول التطبيع الناطقة بالإقتراحات والمبادرات الاميركية والتي تهدف بمجملها الى محاولة إطالة الحرب وزيادة الضغوط الناتجة عن آثار العدوان الصهيوني في محاولة لتنفيذ الهدف الاسرائيلي المستحيل بالقضاء على حماس وتحقيق نصر للكيان الصهيوني يعيد التوازن الى مسار القضاء على القضية الفلسطينية بكل معانيها لجهة تأكيد الهيمنة الاميركية الصهيونية الغربية على المنطقة ..
لا شك بأن الميدان وحجم تطوراته في الساحة الفلسطينية و في الساحات المساندة وصل الى مرحلة مفصلية لم تعد تنفع معها مناورات المشاريع الوهمية حتى تلك التي تُعتبر الحد الأقصى سياسيا اي مشروع الدولتين المسخ .. ويمكن القول ان رؤيوية الميدان اوصلتنا الى اننا امام انتقال منتظر في وقت من الاوقات القريبة من الحرب المفتوحة الى الحرب الكبرى ………
ولعل هذا ما حملته كلمة سيد المقاومة في ذكرى اسبوع استشهاد القائد الحاج وسام حسن طويل (جواد )في خربة سلم…
إلا انه من الضروري القول بصراحة ان عدم مبادرة اي طرف الى طرح السقف السياسي الحقيقي الراهن للميدان هو رهبة مجريات ونتائج الحرب الكبرى التي يشعر بها الجميع لما قد تكون لهذه الحرب من تداعيات ونتائج تطال الاقليم والعالم وتوزناته ومستقبله …
*عضو في المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي للصحافيين