اختراق جدار الطائفية..
راوية المصري..

في فجر الإنسانية ، حين تسمرت الشمس على ميادين العطاء، وقفت طرابلس بوجهها الباسم، جبيل بصلابتها، البترون بعراقتها، وعكار بحنوها، ودير الأحمر بمواقفها المشرفة لتلبية ندائي باستقبال عائلات نازحة فتحوا لهم بيوتهم وقراهم وقلوبهم…كبزوغ النجوم لتفتح أحضانها كالحدائق المعلقة، تستقبل أمواج النازحين التي تحطمت على صخور التحديات. على ظلام الإخفاء الذي غلف قلوب نواب بعلبك الهرمل، المنسحبين خلف كواليس الزمن.

وانطلقت صيحات النداء لتلقي بظلالها الاستجابة في قلوب اصدقاء ستوكهولم الذين لبوا ندائي لجمع المساعدات العينية وإرسالها الى اهلنا في لبنان..كما تموج البحار في عناق الأفق، لترسل من الثلج زهورًا عينية تذوب في دفء القلوب الحائرة.

كانت مرحلة عاصفة، انتهت كما تنتهي الأسطورة، لكن دروسها باقية كأثر نقش على جدران الزمن، تعلمنا الصمت المترف والتقدير لمن كان العون في أشد اللحظات ضيقاً. ومهما علت أصوات النشاز المحيطة بنا، كانت هناك سيمفونية الحياة، تبث روح الأمل في نفوس تقطعت بها السبل.

ورغم جور الأوقات، تفتح الأفق الجديد، يشع من خلاله الاختلاط الذي كسر قيود الطائفية ونبذ تفرقة رجال الدين والسياسة الذين رسموا بألوان حقدهم حدوداً وهمية لعقود. لكن الحقيقة أن الحب الإنساني أقوى، ينبثق من رماد الألم ليضيء درب العودة نحو الإنسان فينا.

عن mediasolutionslb

شاهد أيضاً

♤ رمز للإعلام المسؤول

الإعلامية سمر أبو خليل تُعد مثالًافريداً للإعلامية المثقفة والراقيةالتي تجمع بين الاحترافية والعمق الثقافي.وقد تجلت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.