لبنان يعود إلى الحضن العربي برؤية اقتصادية جديدة: «لبنان 2035» ومؤتمر استثماري في بيروت

في خطوة لافتة تعكس عزم الحكومة اللبنانية على استعادة موقع لبنان الفاعل في الساحة الاقتصادية العربية، ألقى وزير الاقتصاد والتجارة، الدكتور عامر البساط، كلمة لبنان أمام الدورة العادية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية المنعقدة في القاهرة.
شدّد الوزير البساط على أنّ الإصلاحات الاقتصادية والمالية تمثل أولوية قصوى للحكومة، مؤكداً أنّ حماية السيادة الوطنية هي الركيزة الأساسية لأي مشروع تنموي مستدام. وقال: «لا يمكن لأي اقتصاد أن ينهض دون بيئة سياسية وأمنية مستقرة تصون الحقوق وتحمي الاستثمارات».
كما أعلن البساط عن إطلاق رؤية شاملة بعنوان «لبنان 2035 – نحو استعادة الثقة»، تهدف إلى إعادة هيكلة الاقتصاد، تعزيز الشفافية، ومحاربة الفساد، مع التركيز على جذب الاستثمارات وتحفيز القطاعات الإنتاجية. وأشار إلى أنّ الحكومة بصدد تنظيم مؤتمر استثماري كبير في بيروت يومي 18 و19 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، داعياً إلى مشاركة عربية واسعة في هذه المبادرة.
وأكد الوزير أنّ عودة لبنان إلى العمل العربي المشترك ليست خطوة رمزية، بل خيار استراتيجي يعكس إيماناً راسخاً بأن لبنان جزء لا يتجزأ من أمته العربية. كما أعاد التشديد على مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها «قضية العدالة والحق وأساس أي رؤية عربية منصفة».
وختم البساط بالتأكيد على أنّ «التحديات التي تواجه منطقتنا جسيمة، لكن الإرادة المشتركة أقوى، والإيمان بمستقبل عربي مزدهر وموحّد لا يتزعزع».
بهذا الخطاب، يفتح لبنان صفحة جديدة من الانخراط الاقتصادي العربي، مرتكزاً على الثقة، الشراكة، والسيادة.