أخبار عاجلة

للتربية أدّلة ومراجع

بقلم لينا وهب

بين القيل والقال يقول الناس أمور كثيرة منها ما هو صائب ومنها  ما هو فلسفة في غير محلها. فلطالما كان السائد بينهم  حب الفضول والتنظير والخضوع التام للأعراف والعادات  والتقاليد. 

وكذلك الأمر في موضوع التربية هم يقولون ونحن نقول ولكل فرد  منا ما يقوله. وفي هذا السياق، أنا أقول من دون قلقلة أو  لقلقة أن في التربية عملية صنع الإنسان وبناء المجتمع ولذا إفراط الأم بحنانها على أطفالها ميّزة لا عيّبة، فحنان الأم  يسهم في إشباع طفلها عاطفياً داخل كنف الأسرة، ولاشك بأن لهذا الأمر أهمية في بناء الشخصية السليمة والرابط  القوي بين الطفل وأمّه منذ الولادة وحتى الكهولة  ومابعد بعدها. 

لا ريب بأن تربية الأبناء واجب على عاتق الوالدين، وتكليفمهم لا بدّ منه، وهو ليس بالأمر السهل، ولكن العبرة في التطبيق  فما هي الطريقة الأفضل؟!

قد تكون أقصى أمنيات الأهل أن يحسنوا تربية أبنائهم تربية  صالحة. ولفعل ذلك بضمير مرتاح البال، أعتقد بأن الطريقة  الفضلى تكون بأن ننتهج ما يوفقنا الله له من خلال أولاً  طلب العون منه، سبحانه الخالق الذي أنعم علينا بنعمةالولد، والإلحاح بالدعاء للأولاد بأن يكونوا من العبادالصالحين والمخلصين. وثانياً السعي لترسيخ وإظهار محبةالله الموجودة أصلاً داخل الطفل بفطرته( وبمحبة الله الخبر كله من صلاح وقيم ومكارم الأخلاق).

وقد ورد في القرآن الكريم آية في هذا الخصوص التربوي حيث  جاء في سورة لقمان {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْبِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عزم الْأُمُورِ، وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مرحاً  إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} الآيات 17-18.

وفي سورة الإسراء  {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وبالوالدين  إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْكِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} الآية23.

ثالثاً عند التطبيق لا بدّ من قدوة وخير قدوة نبي الرحمة محمد  صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقول الله تعالى في سورة  الأحزاب {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لمن  كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} الآية21.

وللرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أقوال في التربية منارة  لكل والد ووالدة ومنها:

1. “الولد سَيّدٌ سبع سنين، وعَبْدٌ سبع سنين، ووزير سبع سنين” (الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج15، ص194 – 195).

2. “من دخل السوق، فاشترى تحفة، فحملها إلى عياله،كان كحامل صدقة إلى قومٍ محاويج، وليبدأ بالإناث قبل الذكور” (الطبرسي، مستدرك الوسائل، ج15، ص118).

3. “لا تضربوا أطفالكم على بكائهم، فإنّ بكاءهم أربعةأشهر شهادة أن لا إله إلّا الله، وأربعة أشهر الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله عليهم السلام ، وأربعةأشهر الدعاء لوالديه” ( الحر العاملي، وسائل الشيعة،ج15، 171). 

وبدوره يقول الإمام الصادق عليه السلام: “أكرموا أولادكم،وأحسنوا آدابهم يُغفرْ لكم” (الحر العاملي، وسائل الشيعة،ج15، ص195).

ومن جهته يقول الإمام علي عليه السلام: لا تقسروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم. (شرح نهجالبلاغة: ٢٠ / ٢٦٧ / ١٠٢).

والمتعارف والمتداول عنه قوله “لا تكرهوا أولادكم على اخلاقكم  فانهم خلقوا لزمان غير زمانكم”.

نقول ويقولون ومهما قالوا أو قلنا فإن قول بلا مصدر وبلامرجع وبلا قدوة هو قول لقيط عبثي بلا قيمة ولذلك وإن قالواعن طفلتي “مدلعيتا كتير” فإن ذلك بعين الله تربية ونعم التربية التي لله فيها مراعاة ورجاء.

ولأنني من الأمهات المشاع عنهن إكرام بناتهم، أقول اليوم لإبنتي فاطمة بذكرى مولدها الثامن كل عام وأنت مدلّلة قلبي وأسأل الله أن يوفقني لتربيتك على حب  وخطى سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام كما وأن يوفق الاهالي  جميعاً لهذا الخير الكثير الذي جاء بعض عنه في هذا المقال القصير.

عن mediasolutionslb

مجلة سيدات وأعمال مجلة اقتصادية واجتماعية وثقافية شاملة صاحب الامتياز رئيس التحرير الصحافي حسين حاموش. موقع سيدات وأعمال sayidatwaa3mal.com موقع اخباري شامل الناشر حسين حاموش

شاهد أيضاً

الهجوم على محفوظ مرفوض، لجنة المواقع الإلكترونية تكشف الحقائق: سلام يؤمّن الحماية السياسية للمجلس الوطني ومحفوظ انتُخب بإجماع وطني

بيان صادر عن لجنة المواقع الإلكترونية في لبنان تستنكر لجنة المواقع الإلكترونية في لبنان، ومعها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.