في سياق البحث عن الطرق الأسرع والأقل كلفة في البناء، نمط جديد بدأ يطفو إلى السطح في المشهد الهندسي والمعماري من لبنان إلى المنطقة العربية فإفريقيا والعالم. هذا النمط هو كناية عن استخدام الحديد أو الفولاذ كمادة هيكلية أولية وأحياناً أساسية في التنفيذ الهندسي والمعماري.
ومعروف عن هذه الطرق الهندسية وتحديداً البناء باستخدام الفولاذ، أنه مادة متينة وقوية ومرنة يمكن تشكيلها في مجموعة متنوعة من الأشكال، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للبناء.
وتشتهر المباني الفولاذية بمقاومتها العالية للحرائق والزلازل، كالزلزال الذي شهدته تركيا وسوريا ووصلت تداعياته إلى لبنان، إذ أن الحديد يعتبرأكثر مرونة من الباطون مما يجعله مقاوماً بدرجة أكبر من أي مواد بناء آخرى.
بالإضافة لذلك يعتبر البناء بالحديد مقاوماً للظروف الجوية القاسية، مما يجعله خيارًا شائعًا للمباني التجارية والصناعية والسكنية. بالإضافة إلى ذلك ، غالبًا ما يؤدي استخدام الفولاذ في البناء إلى سرعة أكبر في التنفيذ وتكاليف أقل بشكل صديق للبيئة. ومع ذلك ، يتطلب البناء بالفولاذ أيضًا معرفة ومهارات متخصصة، فضلاً عن استخدام الأدوات والمعدات المناسبة ، لضمان سلامة واستقرار الهيكل.
وفي هذا الخصوص، يعتبر المهندس المعماري سيمون بركاتمن شركةPartners A20 للدراسات والتصاميم أن هذا النوع من البناء لا يقتصر فقط على المباني الصناعية وإنما بعض أجمل وأرقى الأبنية في العالم بنيت من الحديد ومن بينها ناطحات سحاب ومنازل شخصية فخمة شرط أن تستخدم بطريقة جيدة لما لديه من حسناتومميّزات.
أما بدوره فيعتبر المهندس المعماري أنطوان عبده من شركة AA لإدارة وتنفيذ المشاريع، ان هذا النمط المعماري له أثار إيجابية على البيئة ولا يحتاج إلى كلفة كبيرة في مواد البناء أو النقل أو اليد العاملة كما لا يكبّد خسائر بيئية كبيرة مثل الحاجة الى قضم الجبال والكسارات مثلاً.
بعض الأمثلة عن الأبنية والمشاريع التي صُمّمت ونُفّذت على يدالمهندسين بركات وعبده.
– مشروع Landmark في لبنان وهو مشروع تجاري تم بناءه بكامله من الحديد بالإضافة إلى الزجاج وقد لاقى المشروع نجاحاً كبيراً من حيث التصميم المبتكر وجودة التنفيذ ويعتبر من أكثر المشاريع جاذبية في لبنان حالياً.
– مشروع لصالح دولة سيراليون في منطقة Port Loco وهو مشروع على طريقة الـ BOT مخصص لمصلحة السير والمركبات ومركز إصدار وطباعة رخص سوق وصالات شاسعة لإستقبال الزبائن بالاضافة إلى مطاعم ومقاهي ومركز معاينة ميكانيكية وصنّع بالكامل في لبنان وتم شحنه وتركيبه في البلد المذكور بوقت قياسي أدهش القيّمين عليه من حيث الجودة والسرعة في التنفيذ والكلفة.
إن لبنان يفتخر اليوم بما لديه من قدرات وطاقات والمطلوب هو الإيمان بأنه قادر على النهوض رغم الأزمة الكبيرة بقدرة أبنائه وطاقاتهم.