أخبار عاجلة

رشاوى وضغوط وتهديدات واغراءات… و يبقى السقف السياسي للميدان

*كتب علي يوسف

تعثّرت المبادرة الفرنسية في الوصول الى فبركة هدنة تحت مسميات مختلفة ومراحل محاولات كسر تدريجي للمقاومة الفلسطينية في غزة وصولا الى تحقيق نوايا هدفها هزيمة حماس وقيادتها وفصائل المقاومة تحت شعارات “المبادرات الانقاذية” بمباركات ومشاركات تحمل لافتات العناوبن العربية …؟؟!!!
وقد اتت هذه المبادرة مُعزّزة بظروف وعناصر عدة واستُخدمت للوصول اليها رشوات كبيرة على حساب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع المجازر وعمليات الابادة تتويجا لمسار طويل من اغتصاب جميع حقوقه الانسانية والوطنية اصافة الى القهر و القتل والاعتقال والإذلال ….!!
ولا شك بأن هذه المبادرة وُضعت وتمت صياغتها في الاجتماع المخابراتي السياسي في باريس في محاولة لإنقاذ الولايات المتحدة الاميركية من تورطها في حرب الابادة في غزة ومن الاستدراج الصهيوني لهذا التورط الى التورط في معارك على جبهات مختلفة مما بات بهدد تواجد قواتها في المنطقة وبالتالي يهدد استمرار نفوذها فيها وما يمكن ان يعكسه هذا الامر على نفوذها وعلى التوازن الدوليين …
كما أن هذه المبادرة سعت للإلتفاف على الفشل الصهيوني في تحقيق اي من اهداف العدوان على غزة وذلك باستخدام دول عربية عدة لتكون مشاركة في هذه المبادرة وتمارس الضغوط على المقاومة الفلسطينية للقبول بها تحت عنوان “وقف المجزرة بحق الشعب الفلسطيني” في مقابل مكاسب للكيان الصهيوني بحيث يتم تمرير تدريجي للضغوط لتمكين جيش الكيان من ان يأخذ من المقاومة في المفاوضات وفي “الضغوط الصديقة ” ماعجز عن أخذه في الحرب والعدوان وصولا الى اخراج المقاومة من غزة ومن ثمّ استكمال مشروع ضرب المقاومة في الضفة وتنفيذ تهجير جديد للفلسطينيين..؟؟!!

وقد استخدمت الولايات المتحدة الاميركية للوصول الى هذه المبادرة رشاوى سلطوية ومالية لعدد من الدول العربية اضافة الى رشوة تركيا بالموافقة غلى تسليمها طائرات F35 لضمان تغاضيها عن دعم حماس بل و للمشاركة في الضغوط عليها للقبول بالمبادرة ..
ولم تكن دول الخليج وخصوصا السعودية بحاجة الى أكثر من تودد اميركي يتعلق بالرعاية والحماية للاستجابة الى الرغبة الاميركية في اعلان الترحيب باجتماع باريس وتغطية نتائجه
والاستعداد للمشاركة في المساعي الاقليمية والعربية لتغطية المبادرة والاستعداد لتنفيذ كل ما تطلبه الادارة الاميركية في سبيل النجاح في الوصول الى المبادرة..

و بما أنه من المعروف ان قطر هي الذراع الاميركية وانها الناطقة بالمبادرات والوساطات الاميركية الصنع لإعطائها الوصمة العربية فكان التركيز الأكبر على الدور المصري وعلى تأمين ظروف مشاركة مصر في فخ المبادرة في الاتجاهات الثلاثة:

١-الضغط على حماس و منظمات اامقاومة للقبول بالمبادرة …
٢- غض النظر عن دخول جيش الكيان الى رفح والسيطرة على معبر رفح من الجانب الفلسطيني في مقابل الجيش المصري و بحيث يصبح المعبر مصري -صهيوني ….
٣- قيام السلطات المصرية ببناء جدار عميق في الارض على الحدود مع غزة لمنع احتمال بناء او استعمال أي نفق في المنطقة ..؟؟

وكان الوضع الاقتصادي هو الفخ الناجح الذي تم ايقاع مصر فيه بحيث وصل سعر الدولار الميركي الى اكثر من ٧٠ جنيه وكان بالتالي المعبر الذي عبرت من خلاله الرشاوى لتقديم عروض لا يمكن رفضها على الطريقة المافياوية …!!
وهكذا وبعد محاولات كثيرة فاشلة قام بها الرئيس المصري لتأمين مساعدات مالية من الخليج العربي .. يجري الحديث عن ان دول الخليج فاجأت مصر بعد ان استبدل المعلم الاميركي لاءه بنعم مرفقة بطلب .. بعرض لشراء واستثمار منطقة رأس الحكمة القريبة من مرسى مطروح والتي يملكها الجيش المصري وكانت للملك فاروق سابقا وعليها ٤ مؤسسات سياحية كبيرة وذلك بمبلغ ٢٢ مليار دولار اميركي ويجري الآن وفق معلومات موثوقة وضع اللمسات على صيغة العقد … كما “فاجأ “صندوق النقد الدولي السلطات المصرية بالتحضير لإعطاء مصر قرض بقيمة ١٠ مليارات دولار اميركي كرد على طلب قرض بقيمة ٣ مليارات دولار كان رفضه قبل تنفيذ مصر لشروط الصندوق الأشبه بالمستحيل تنفيذها والمتعلقة خصوصا ببيع قناة السويس وانهاء والغاء دور الجيش المصري في الاقتصاد الوطني ..؟؟؟!!!!!

ولم تتأخر مصر في الابتهاج لهذه العروض والمسارعة للمشاركة في اجتماع باريس وفي وضع المبادرة -المؤامرة وكذلك في التعهد بممارسة الضغوط على المقاومة للموافقة عليها واستدعت ممثلين عنها سريعا الى القاهرة وباشرت فورا الى جانب ذلك ببناء الجدار العميق على الحدود مع غزة ….
ولم تكتف الولايات المتحدة الاميركية بكل ذلك بل بدأت بإرسال رسائل متنوعة في اتجاه محور المقاومة دولا ومنظمات منها عسكرية واخرى اقتصادية وغيرها تهديدية وبعضها عروضا مغرية لكي تتناسق هذه الرسائل مع المبادرة -المؤامرة الفرنسية وصولا الى بدء مسار التنفيذ عبر هدنة تسبق اشتداد معركة انتخابات الرئاسة الاميركية ..

ولكن الكلمة ما تزال للميدان الذي يطور يوميا السقف السياسي للتطورات والعناوين والاهداف منذ طوفان الأقص مرورا بالعدوان الصهيوني على غزة وصولا الى معارك الجبهات المساندة …

انها الحرب المفتوحة على طريق الحرب الكبرى ..

*عضو في المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي للصحافيين

عن mediasolutionslb

مجلة سيدات وأعمال مجلة اقتصادية واجتماعية وثقافية شاملة صاحب الامتياز رئيس التحرير الصحافي حسين حاموش. موقع سيدات وأعمال sayidatwaa3mal.com موقع اخباري شامل الناشر حسين حاموش

شاهد أيضاً

زيارة البابا “الأميركي” تحمي لبنان ومدخل للمفاضات غير المباشرة

*كتب عبد الهادي محفوظالأولوية الأميركية حاليا هي لتكريس “حل سلمي في غزة” حيث سيكون هناك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.