
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن لبنان ليس في دائرة الخطر، مشيراً إلى أن كل المؤشرات الاقتصادية تشي بمرحلة إيجابية مقبلة، متوقعاً نمواً اقتصادياً قد يبلغ 5% مع نهاية العام، وتدفّقات مالية تصل إلى 20 مليار دولار.
وشدد على أن “الجو العام في المنطقة هو جو تسويات، ولا بد للبنان أن يكون جزءاً من هذا المسار لا خارجه”، داعياً إلى وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية تمهيداً لبدء التفاوض، على غرار ما حصل في اتفاق ترسيم الحدود البحرية.
مواقف الرئيس عون جاءت خلال استقباله قبل ظهر اليوم جمعية الإعلاميين الاقتصاديين برئاسة الإعلامية سابين عويس.
في مستهل اللقاء، تحدثت عويس عن دور الاعلام عموما، والاعلام الاقتصادي خصوصا في تكوين الرأي العام، شاكرة للرئيس عون اللقاء معه، لافتة الى أهمية توعية المواطنين لاسيما في ظل الضياع الذي يعيشه اللبناني في هذه الأيام.
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مركزا على أهمية الاعلام خصوصا في المرحلة الراهنة، داعيا الى ان يكون الاعلام اللبناني مسؤولا لأنه يمكن ان يلعب دورا معمِّرا او دورا مدمِّرا. وقال: “ثمَّة من روّج انَّ زيارتي الى نيويورك لم تكن ناجحة واني لم التق رؤساء دول او رؤساء حكومات في حين ان الوقائع المثبتة في الاعلام تؤكد حصول اللقاءات، وبعض ما ورد في كلمتي امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، استعادته وفود دولية زارتني مؤخرا ومنها الوفد الأوروبي الذي حضر الى بيروت الأسبوع الماضي”. وشدد الرئيس عون على ان الحرية الإعلامية يجب ان تكون مسؤولة لاسيما عندما تكون المصلحة الوطنية هي الأساس، والتي لا يجوز ان تعلو مصلحة أخرى عليها.
الاهتمام بالجنوب والإصلاحات أولوية
وفي ما خصّ الأوضاع في الجنوب، أكد الرئيس عون أن إعادة الإعمار واجب الدولة تجاه أهل الجنوب، مشيراً إلى أن الاهتمام بهذه المنطقة يحتل موقع الأولوية في عمل الحكومة، بالتوازي مع استمرار الإصلاحات في قطاعات الكهرباء والمياه والبنى التحتية.
كما لفت إلى أن لا أموال جاهزة حالياً لإطلاق عملية الإعمار، لكن العمل جارٍ على التحضير لمؤتمر دولي لدعم إعادة إعمار الجنوب.
علاقات لبنان الخارجية: تسويات وتنسيق
عن الوضع الإقليمي والعلاقات مع سوريا، أشار الرئيس عون إلى أن اللقاءات مع المسؤولين السوريين تركّزت على التعاون والتنسيق في الملفات الأمنية والاقتصادية، وعلى تعيين سفير سوري في بيروت وتشكيل لجان لمتابعة ملفات الحدود والاتفاقات المشتركة.
وفي المقابل، أكد أن لبنان سبق أن تفاوض مع إسرائيل برعاية أميركية وأممية، متسائلاً: “فما الذي يمنع تكرار الأمر نفسه لحلّ المشاكل العالقة، بعدما أثبتت الحرب فشلها؟”..
إصلاحات إدارية ومكافحة الفساد
تحدث الرئيس عون عن زيارته الأخيرة للهيئات الرقابية، مشيراً إلى النقص الكبير في الكوادر البشرية داخل هذه الأجهزة، ما يؤثر على أدائها. ودعا إلى تأمين التمويل اللازم لإنشاء مجمّع موحّد للهيئات الرقابية يمكن تمويله من الهبات الدولية.
وأكد أن خيار مكافحة الفساد لا رجوع عنه، وأن القضاء فتح ملفات عدة وهناك موقوفون، “والمسار مستمر ولن يتوقف”.
المساعدات الأميركية ليست مشروطة
نفى الرئيس عون أن تكون المساعدات التي أقرها الكونغرس الأميركي للبنان، والمقدّرة بـ190 مليون دولار للجيش و40 مليون دولار لقوى الأمن الداخلي، مرتبطة بملف السلاح أو أي شرط سياسي.
وأوضح أن هذه المساعدات ستُصرف على شكل تجهيزات ومعدات عسكرية وأمنية، لا كأموال نقدية، مؤكداً وجود تقدير دولي واسع لدور الجيش اللبناني وجهوده في حفظ الاستقرار.
عون: إصرار على الانتخابات واستمرار الإصلاحات
في ما يتعلق بالاستحقاق النيابي، أكد الرئيس عون إصراره على إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري، مع احترام مبدأ فصل السلطات وحق مجلس النواب في تحديد القانون الانتخابي المناسب.
كما أشار إلى استمرار الجهود لاعتماد البطاقة الإلكترونية كمدخل أساسي لعملية الرقمنة الشاملة ومكافحة الفساد.
رسالة إلى الشباب اللبناني
وختم الرئيس عون اللقاء برسالة موجهة إلى الشباب اللبناني قائلاً:
“أنتم جيل المستقبل، ولبنان يتكّل عليكم. فليكن إيمانكم كبيراً بوطنكم، لأن الأوطان لا تُبنى إلا بسواعد شبابها وإصرارهم على النهوض.